أوروبيون لأجل القدس ترصد أكثر من 8950 انتهاكًا بالقدس في 2024
قالت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس إن قوات الاحتلال ارتكبت (8951) انتهاكا خلال عام 2024، وسعت لفرض أمر واقع جديد في المدينة المحتلة مستغلة الحالة الناشئة جراء استمرار الحرب على قطاع غزة.
وبينت المؤسسة في عرض مكثف لأبرز انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في القدس المحتلة في عام 2024 أن العام شهد اعتداءات إسرائيلية واسعة، ومحاولات لفرض أمر واقع جديد يقوم على التهويد والتوسع الاستيطاني، وإخراج خطط خطيرة تمس المسجد الأقصى وتسعى لتغيير الواقع الديمغرافي والهوية الحضارية للقدس المحتلة.
وقال التقرير إن قوات الاحتلال نفذت (443) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر في أحياء القدس المحتلة أدت إلى 26 شهيدا، منهم 25 فلسطينيا، وشخص تركي. بين الشهداء 12 طفلاً وسيدة. كما أصيب 106 فلسطينيين بأعيرة نارية وقنابل غاز مباشرة، في حين أصيب العشرات بحالات اختناق من الغاز. وتعرض 245 مواطنًا للاعتداء بالضرب من قوات الاحتلال.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال احتجزت جثامين 11 فلسطينيا قتلتهم بينهم 5 أطفال، وسلمت أحدهم لاحقا، وبذلك يرتفع عدد جثامين الشهداء المقدسيّين الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام إلى 45 حتى نهاية العام 2024.
ووثق التقرير تنفيذ قوات الاحتلال (4407) عمليات اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 1248 مواطنا، بينهم (112) طفلًا و (65) سيدة، واستدعت 119 آخرين وفرضت الحبس المنزلي على 68 آخرين.
كما وثق التقرير (384) عملية هدم وتجريف، منها: 91 عمليات هدم ذاتي قسري، و259 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 29 عملية تجريف. كما أصدرت قوات الاحتلال 343 إخطارا بالهدم أو الإزالة أو الإخلاء.
ونفذت قوات الاحتلال 19 عملية استيلاء لممتلكات سواء شقق سكنية أو أراضٍ أو ممتلكات أخرى. وتستهدف عمليات الاستيلاء خاصة على المنازل والشقق على محاول فرض بؤر للمستوطنين في عمق الأحياء الفلسطينية من خلال الادعاء أن هذه الأراضي او المنازل تم شراءها من مستوطنين. وتقف وراء هذه العمليات جمعيات استيطانية تحظى بدعم وزراء حكومة الاحتلال المتطرفة.
وأشار إلى سعي الاحتلال لفرض تغيير ديموغرافي في القدس، وتوظف من أجل ذلك جميع أذرعها الحكومية والسياسية والأمنية. ومن جهة أخرى، تطلق يد المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية للسيطرة على أكبر عدد ممكن من الممتلكات في المدينة.
ووثق التقرير 54 قرارًا وإجراء إسرائيليا في إطار تكريس تهويد الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة، تمثلت في مصادرة عشرات الدونمات، والمصادقة على مشاريع استيطانية وإقامة وحدات استيطانية جديدة. ضمن هذه القرارات صدق الاحتلال على (19) مشروعا استيطانيا، وبدأ بتنفيذ 12 منها.
الاعتداء على المسجد الأقصى
رصد التقرير مشاركة 60,792 مستوطنا و41,001 تحت مسمى سائح، في اقتحام المسجد الأقصى، خلال عام 2024.
وقال التقرير إن الاحتلال يستغل الانشغال بالحرب الإسرائيلية على غزة في محاولة فرض أمر واقع تهويدي جديد في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى.
الإبعاد القسري
استمرّت سلطات الاحتلال في تنفيذ سياسية الإبعاد عن المسجد الأقصى أو مدينة القدس، ووثق التقرير إصدار سلطات الاحتلال (102) قرارًا بالإبعاد، منها (52) قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى خلال عام 2024.
اعتداءات المستوطنين
وثق التقرير 161 اعتداءً نفذها المستوطنون في أحياء القدس منها 20 اعتداءً بالإيذاء الجسدي، إضافة إلى اعتداء على ممتلكات وكتابة شعارات عنصرية وحرق مركبات. ولا تشمل هذه الإحصائية الاقتحامات والممارسات خلال اقتحام المسجد الأقصى.
وورصد التقرير خلال عام 2024 أكثر من 730 انتهاكا تمثلت في إقامة حواجز وإغلاق طرق وفرض قرارات عقاب جماعي، ووثق 8 قرارات بالمنع من السفر.
وأشار إلى مواصلة قوات الاحتلال انتهاك حقوق المقدسيين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد نفذت مئات المداهمات للأسواق والمحال التجارية وفرضت غرامات مالية باهظة.
كما واصلت التضييق على التعليم الفلسطيني ومحاولة فرض أسرلة التعليم. وشملت الاعتداءات استهداف المؤسسات التعليمية والطلبة المقدسيين ومحاربة المنهاج الفلسطيني، الاعتداء على الأماكن الدينية وطمس معالمها، التحريض على المؤسسات الدولية في القدس (أونروا)، التي صدر قرار بحظرها.
الاعتداء على المسيحيين
ووثق التقرير 7 اعتداءات كبرى على الأقل نفذها جنود الاحتلال أو المستوطنون. ففي فبراير هاجم مستوطنون راهبًا ألمانيًا وهو رجل الدين الأب “نيقوديموس شنابل”، رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة، واعتدوا عليه بالبصق وشتم السيد المسيح عليه السلام، وذلك خلال سيره في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وخلال مارس حرم الاحتلال الآلاف من المسيحيين هذا العام من الوصول إلى القدس لإحياء عيد الفصح المجيد-وفق التقويم الغربي-، وعيد “أحد الشعانين” ومسيرة درب الآلام والجمعة العظيمة وسبت النور والمشاركة في الطقوس الدينية.
التوصيات
حذرت أوروبيون لأجل القدس من خطورة ما يجري في القدس من انتهاكات للاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق يد غلاة المستوطنين في تنفيذ الاعتداءات ضد المقدسيين، ومحاولة فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، مع زيادة معاناة المقدسيين، بالتوازي مع استمرار سياسات التهويد والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ومحاولة فرض تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، والاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة ومحاولة إغلاقه.
وحذريت من التداعيات الخطيرة للسياسة الإسرائيلية التصعيدية في القدس عمومًا وضد المسجد الأقصى خصوصًا ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك سريع للضغط على دولة الاحتلال، لوقف اعتداءاتها والتراجع عن محاولتها تغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى، والتراجع عن سياسة الاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية وتنفيذ خطط التهجير القسري، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها سلطات الاحتلال.