الإحصاء: بعد 77 عامًا على النكبة تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات
استعرضت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض، الإثنين، واقع الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ77 للنكبة.
وقالت إن 957 ألف فلسطيني تم تشريدهم من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في نحو 1,300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، إذ سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية، منها 531 تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع ما تبقى من تجمعات فلسطينية إلى كيان الاحتلال وقوانينه.
وقد صاحب عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.
ونوهت إلى أن الاحتلال ما زال يمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني التي تصاعدت بوتيرة أشد خلال العدوان الحالي على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بعد 77 عامًا على النكبة تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات
وبلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود منهم نحو 8% فقط، وفي عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من مليوني نسمة، منهم قرابة 31.5% يهودي، إذ تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود إلى فلسطين فبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقارب 318 ألف يهودي، ومنذ عام 1948 حتى عام 2023 تدفق أكثر من 3.3 مليون يهودي.
وعلى الرغم من تهجير 957 ألف فلسطيني في عام 1948، وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد عام 1967، بلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المقدر نحو 5.5 مليون فلسطيني منتصف عام 2025، (3.4 مليون في الضفة الغربية، و2.1 مليون في قطاع غزة [انخفض عددهم المقدر نتيجة للعدوان منذ أكتوبر 2023 بمقدار 10% عما كان مقدرًا سابقًا لعام 2025].
وبناءً على التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن هناك 15.2 مليون فلسطيني في العالم منتصف عام 2025، أكثر من نصفهم يقيمون خارج فلسطين التاريخية (7.8 مليون؛ منهم 6.5 مليون في الدول العربية)، فيما يقيم نحو 7.4 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية، في المقابل هناك أيضًا نحو 7.4 مليون يهودي وفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، وبذلك يتساوى عدد الفلسطينيين والإسرائيليين في فلسطين التاريخية مع منتصف عام 2025.
ما يزيد على 154 ألفًا استُشهدوا دفاعًا عن الحق الفلسطيني منذ نكبة 1948
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 حتى اليوم (داخل فلسطين وخارجها) أكثر من 154 ألف شهيد، وبلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 حتى 2025/5/8 قرابة 64,500 شهيد.
كما أن هناك ما يزيد على 52,600 شهيد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 2025/5/8 (يشكلون أكثر من 34% من مجموع الشهداء منذ النكبة)، منهم أكثر من 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألف امرأة، و211 صحافيًا، فيما عدّ أكثر من 11 ألف مواطن في عداد المفقودين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 125 ألف جريح، وذلك وفقًا لمصادر طبية.
أما بخصوص الضفة الغربية، فقد استُشهد فيها 964 فلسطينيًا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
نزوح وتهجير ما يقارب مليونَيْ فلسطيني داخل القطاع بعيدًا عن أماكن سكناهم
أُجبر سكان قطاع غزة مرارًا وتكرارًا على الفرار من منازلهم تحت وطأة الإكراه، وفقدوا منازلهم وأصبحوا مشردين في الخيام وفي المدارس، محاصرين بين جدران الفقر والحرب، إذ تشير التقديرات إلى نزوح نحو مليونَيْ فلسطيني من بيوتهم من أصل نحو 2.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك لم يسلموا من القصف.
الجوع والعطش يفتكان بقطاع غزة المحاصر
منذ الثاني من شهر آذار الماضي، أطبق الاحتلال الإسرائيلي حصاره من جديد على قطاع غزة، ما أدى إلى تأثيرات بالغة، وجعلت أكثر من مليونَيْ فلسطيني في قطاع غزة في مواجهة خطر الموت جوعًا، بينهم أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون الجوع اليومي.
فاستُشهد نحو 57 طفلاً بسبب الجوع، وأصيب نحو 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد نُقلوا إلى ما تبقى من المستشفيات والمراكز الطبية المدمرة في القطاع. كما أن هناك 335 ألف طفل دون سن الخامسة -يمثلون جميع أطفال غزة من هذه الفئة العمرية- على شفا الموت، بسبب سوء التغذية الحاد الذي تواجهه أمهاتهم، كما لا يحصل نحو 92% من الرضع بين 6 أشهر وسنتين بالإضافة إلى أمهاتهم على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ما يُعرّضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طيلة حياتهم.
وجراء الأضرار الكبيرة التي تكبدها قطاعا المياه والصرف الصحي، تراجعت معدلات التزوّد بالمياه إلى ما معدله 3–5 لترات للفرد في اليوم، حيث تتباين، بشكل كبير، حسب الموقع الجغرافي، نتيجة الدمار الحاصل في البنية التحتية، وعمليات النزوح المستمرة.
وتعد هذه النسبة أقل من الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ وفقًا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، والمقدرة بـ15 لترًا للفرد في اليوم. ويعود ذلك، أساسًا، إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وانقطاع التيار الكهربائي التام واللازم لضخ المياه من الآبار، وتشغيل المرافق المائية ذات العلاقة من الخزانات ومحطات الضخ، والقيود المفروضة على توفير الوقود والمواد اللازمين لتشغيلها.
أكثر من 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة غير صالحة للسكن
منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، دمر الاحتلال أكثر من 68,900 مبنى، وتضرر، بشكل كبير، قرابة 110 آلاف مبنى، فيما تقدّر أعداد الوحدات السكنية التي تم تدميرها، بشكل كلّي أو جزئي بما يزيد على 330 ألف وحدة سكنية، وتشكل في مجموعها أكثر من 70% من الوحدات السكنية في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير المدارس والجامعات (أكثر من 500 مدرسة وجامعة)، والمستشفيات والمساجد (828) والكنائس (3) والمقرات الحكومية (224)، وآلاف المنشآت الاقتصادية، وتدمير كل مناحي البنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وخطوط الصرف الصحي، وتدمير الأراضي الزراعية، ليجعل من قطاع غزة مكانًا غير قابل للعيش.
أما في الضفة الغربية، فقد هدم الاحتلال ودمر منذ بداية العام الحالي حتى نهاية شهر آذار ما يزيد على 651 مبنى بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى إصدار مئات أوامر الهدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، كما تهدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المباني في المخيمات الفلسطينية، وتُهجّر عشرات الآلاف من ساكنيها ضمن سياستها في تهجير الشعب الفلسطيني.
المستوطنات الإسرائيلية في توسع مستمر
بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2024 في الضفة الغربية 551 موقعًا، تتوزع بواقع 151 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 29 بؤرة مأهولة تم اعتبارها أحياءً تابعةً لمستوطنات قائمة، و144 موقعًا مصنفًا أخرى، وتشمل مناطق صناعية وسياحية وخدمية ومعسكرات لجيش الاحتلال.
وشهد عام 2024 زيادة كبيرة في وتيرة بناء المستوطنات وتوسيعها، حيث صادقت سلطات الاحتلال على العديد من المخططات الهيكلية الاستيطانية لبناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها شرق القدس، من خلال الاستيلاء على قرابة 11,888 دونمًا من أراضي الفلسطينيين.
أما في ما يتعلق بعدد المستوطنين في الضفة الغربية، فقد بلغ 770,420 مستوطنًا، وذلك نهاية عام 2023. وتشير البيانات إلى أن معظم المستوطنين يسكنون محافظة القدس بواقع 336,304 مستوطنين (يشكلون ما نسبته 43.7% من مجموع المستوطنين)، منهم 240,516 مستوطنًا في منطقة J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل إليها عنوة بُعيد احتلالها الضفة الغربية في عام 1967)، تليها محافظة رام الله والبيرة، بواقع 154,224 مستوطنًا، و107,068 مستوطنًا في محافظة بيت لحم، و56,777 مستوطنًا في محافظة سلفيت.
أما أقل المحافظات من حيث عدد المستوطنين فهي محافظة طوباس والأغوار الشمالية بواقع 3,004 مستوطنينن.
وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية قرابة 23.4 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلى نسبة في محافظة القدس بقرابة 67.6 مستوطنًا مقابل كل 100 فلسطيني.
استيلاء مستمر على الأراضي
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على مزيد من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، تحت ذرائع ومسميات مختلفة، حيث استولى خلال عام 2024 على أكثر من 46,000 دونم.
وتشير البيانات إلى أنه خلال عام 2024، تم إصدار 35 أمرًا بوضع اليد على قرابة 1,073 دونمًا وخمسة أوامر استملاك لقرابة 803 دونمات، و9 أوامر إعلان أراضي دولة لقرابة 24,597 دونمًا، إضافة إلى 6 أوامر تعديل حدود محميات طبيعية، استولى الاحتلال من خلالها على قرابة 20,000 دونم، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين كافة، وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية ضمن سياسة الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية.
أكثر من 16,000 اعتداء نفذتها سلطات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية
نفذت سلطات الاحتلال والمستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال، 16,612 اعتداءً بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2024.
وتوزعت هذه الاعتداءات بواقع 4,538 اعتداءً على الممتلكات والأماكن الدينية، و774 اعتداءً على الأراضي والثروات الطبيعية، و11,330 اعتداءً على الأفراد، كما تسببت هذه الاعتداءات في اقتلاع وتضرر وتجريف أكثر من 14,212 شجرة، منها 10,459 شجرة زيتون.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، تم توثيق أكثر من 5,470 اعتداءً من سلطات الاحتلال والمستوطنين على المواطنين والممتلكات والأماكن الدينية، إضافة إلى الإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال من نشر الحواجز والبوابات عند مداخل معظم التجمعات الفلسطينية التي بلغ عددها نحو 900 حاجز، ما يعيق حركة المواطنين وتنقلاتهم بين التجمعات والمدن الفلسطينية.