ميدانتقارير

الاحتلال يتخذ من المعتقلين دروعًا بشرية ويستمر في سياسة التنكيل بالأسرى

اعتقلت قوات الاحتلال، منذ مساء أمس حتّى صباح اليوم الإثنين، 14 فلسطينيَا على الأقل من الضفة الغربية المحتلة، من بينهم الأسيرة السابقة دانيا حناتشة، وهي إحدى الأسيرات اللواتي أفرج عنهن ضمن صفقات التبادل.

وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات بيت لحم، والخليل، ورام الله، ونابلس، وطولكرم، رافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تخريب واسعة في منازل المواطنين.

ووفق مؤسسات الأسرى، اعتقل الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة أكثر من 10,100 فلسطيني من الضفة، بما فيها شرق القدس، من دون احتساب معتقلي غزة الذين تقدّر أعدادهم بالآلاف.

قوات الاحتلال تتّخذ من المعتقلين دروعًا بشرية

تتوسّع جرائم الاحتلال بحقّ المعتقلين الفلسطينيين، ومن بين عشرات الشهادات الصادمة أشار نادي الأسير الفلسطيني إلى حالة المعتقل (م.د.) من غزة والذي اتخذت منه قوات الاحتلال درعًا بشرية على مدى 40 يومًا.

ووضع جيش الاحتلال المعتقل على مقدمات السيارات العسكرية التابعة له وهو مقيد الأيدي والأرجل، وأحبره على ارتداء الزي العسكري للجيش وزوّده بكاميرا لتصوير الأماكن التي يمر فيها، وكانت ترافقه طائرة مسيرة لتوجيهه خلال حركته.

ونفذ الجيش بحق المعتقل (م.د.) جريمة التجويع، وحرمه من استخدام دورة المياه أو الاستحمام.

وكان (م.د.) أصيب في 2024/8/6 بطلق ناري في صدره وبقي لنحو نصف ساعة من دون علاج، وفي اليوم التالي وجد نفسه في مستشفى (سوروكا) حيث مكث ثلاثة أيام، وأطلق سراحه في 8/9 عبر معبر كرم أبو سالم، وبعد نقله إلى المستشفى تبين أن الإصابة سببت له كسرًا في صدره، وإصابة أخرى في الرئة، وما يزال مخرج الإصابة مفتوحًا وهو بحاجة إلى علاج حثيث.

استمرار معاناة الأسرى في سجن "مجدو" بفعل الإجراءات العقابية المستمرة منذ السابع من أكتوبر

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنّ أبرز الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارة السجون منذ السابع من أكتوبر تشمل الاكتظاظ الكبير داخل الأقسام والغرغ، والإهمال الطبي والحرمان من الأدوية والعلاج، وسوء الطعام من حيث الكمية والنوعية.

كذلك، تمنع إدارة السجون الأسرى من اقتناء الساعات اليدوية، والأحذية، وشفرات الحلاقة، كما تعمد إلى إضاءة الكهرباء في الغرف طوال الليل، وتتعمّد إهانتهم وإذلالهم عند العدد، علاوة على الضرب والتعذيب والتنكيل، وحرمانهم من المراوح في ظل ارتفاع درجات الحرارة، واقتصار الفورة على ساعة واحدة بشروط معقّدة.، مع استمرار إغلاق الكانتينا.

ووفق الهيئة، يفرض الاحتلال هذه العقوبات على الأسرى في كلّ السجون والمعتقلات.

عقوبات انتقامية في عزل سجن "ريمونيم"

نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن الأسير مازن القاضي المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و 25 عامًا، والمحتجز في عزل سجن "ريمونيم" بعضًا من العقوبات الانتقامية التي تفرضها إدارة السجون في عزل "ريمونيم".

وتحدث القاضي عن المعاملة السيئة التي يتلقاها الأسرى المعزولون، حيث حيث يتم تقييدهم للخلف وإجبارهم على الجلوس على الركب ووجوهم باتجاه الحائط أثناء العدد وأثناء جولة المدير، وكمية الطعام التي تقدم لهم سيئة وقليلة جدًا.

وفي ما يتعلق بالملابس والاستحمام، أوضح الأسير القاضي أن كل أسير يمتلك غيارين حصرًا، ويسمح له بالاستحمام لمدة ربع ساعة، ويقدم لهم كمية قليلة من الشامبو يتقاسمونها في ما بينهم، ولا تتجاوز مدة الفورة الساعة الواحدة يوميًا.

وتشهد عمليات نقل الأسرى إلى عزل "ريمونيم" ممارسات همجية، تتمثل في اقتحام الزنازين بشكل مفاجئ، وإطلاق القنابل الصوتية وغاز الفلفل، والاعتداء عليهم بالضرب ومحاولة ترهيبهم.

وتعرض القاضي لاعتداء وحشي في سجن "مجدو" نهاية شهر أكتوبر 2023، نتج عنه جرح برأسه تم تقطيبه، وتضرر العصب في إصبعين من يده اليمنى، ولا يستطع تحريكهما حتى اليوم، وثمة حاجة إلى علاج ومتابعة لعودتهما الى حالتهما الطبيعية.

الأسرى في "عوفر" يحصلون على الماء لأقل من ساعة في اليوم

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن الأسرى الفلسطينيين في سجن "عوفر" يحصلون على الماء لمدة 45 دقيقة كل 24 ساعة.

ونقلت الهيئة عن أحد محاميها الذي قام بزيارة السجن قوله إنّ "الأوضاع العامة في السجون الإسرائيلية لا زالت صعبة ومعقدة، وتزداد سوءءًا".

وأضافت أن "الكهرباء تفصل عند الساعة العاشرة ليلاً وحتى ظهيرة اليوم التالي، فيما الطعام سيئ كمًا ونوعًا".

ونقلت عن عدد من الأسرى تأكيدهم أنهم "تعرضوا للضرب والتنكيل عدة مرات، وبعضهم اعتدي عليه خلال خروجه لزيارة المحامي، ويعانون جميعًا من تناقص أوزانهم بشكل كبير جراء سياسة التجويع".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى