أظهر تقييم أجرته الأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الإنسانية للاحتياجات الإنسانية لدى 63 تجمعًا رعويًا فلسطينيًا ("التجمعات") في مختلف أنحاء الضفة الغربية، في آب 2023، أنّ عنف المستوطنين أدّى إلى تهجير ما مجموعه 1,105 أشخاص من 28 تجمعًا – يشكّلون نحو 12% من سكان التجمعات – من أماكن إقامتهم منذ عام 2022.
وقال التقرير الذي نشره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) في 2023/9/21، إنّ المهجّرين أشاروا إلى عنف المستوطنين ومنعهم من الوصول إلى أراضي الرعي باعتبارهما السبب الرئيس وراء رحيلهم عنها. وانتقل هؤلاء المهجرون إلى بلدات أو مناطق ريفية أخرى عدّوها أكثر أمنًا. وكان معظم المهجّرين في محافظات رام اللة ونابلس والخليل، التي يوجد فيها أعلى عدد من البؤر الاستيطانية الإسرائيلية.
ووفق التقرير، هُجّر جميع سكان أربع تجمعات وباتت خالية الآن، بما فيها تجمعان أُخليا في أثناء إجراء التقييم المذكور. وفي ست تجمعات أخرى، رحل أكثر من 50% من سكانها منذ عام 2022 ورحل أكثر من 25% من سبع تجمعات أخرى. ولا يشمل العدد الموثق للأشخاص المهجّرين الرعاةَ الفلسطينيين الذين رحلوا لأسباب تتعلق بالمواسم، ويتضمن أولئك الذين أشاروا إلى رغبتهم في العودة في حال تحسن الظروف.
متوسط ثلاثه اعتداءات يومية للمستوطنين منذ مطلع 2023
وثّق تقرير "أوتشا" ثلاثة حوادث مرتبطة بالمستوطنين في اليوم بالمتوسط في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، بالمقارنة مع ما متوسطة حادثين في اليوم عام 2022، وحادث واحد في اليوم في العام الذي سبقه. وهذا أعلى متوسط يومي للحوادث المرتبطة بالمستوطنين وتلحق الضرر بالفلسطينيين منذ بدأت الأمم المتحدة تسجيل هذه البيانات عام 2006.
وأشار نحو 93% من التجمعات إلى ارتفاع وتيرة عنف المستوطنين، فيما أفاد 90% منها بازدياد حدّة هذا العنف منذ مطلع عام 2022.
وشملت اعتداءات المستوطنين منع الوصول إلى الأراضي والاعتداءات الجسدية على السكان، والتهديد والترويع، ورعي قطعان مواشيهم على محاصيل الفلسطينيين، وإلحاق الاضرار بالممتلكات، وزراعة أو تسييج الأراضي الزراعية أو المراعي.
وقدم السكان في 81% من التجمعات شكاوى لشرطة الاحتلال في بعض أو معظم حوادث عنف المستوطنين التي تعرضوا لها، ولم يكن سوى % من ممثلي التجمعات على علم بأي من إجراءات المتابعة التي اتخذتها سلطات الاحتلال.
المكتب الوطني: الأمم المتحدة لا تفعل شيئًا لوقف عنف المستوطنين
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، في تقرير السبت 2023/9/30، إن الأمم المتحدة تراقب عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا تفعل شيئًا لوقف ممارساتهم الإرهابية.
وأشار المكتب إلى أن التقرير الأخير الذي صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة يسلط بعض الضوء على عنف المستوطنين، الذي يشهد تصاعدًا في جميع أرجاء الضفة الغربية في ظل حكومة الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو.
وأضاف أن خلفية ما يحدث مع التجمعات الرعوية الفلسطينية (التجمعات البدوية) في الضفة الغربية وفي أيّ سياقات سياسية تجري، غاب عن تقرير مكتب الامم المتحدة، فربما يكون ذلك خارج نطاق اختصاصه، ومع ذلك يحتفظ التقرير بأهميته نظرًا لما يتمتع به من موضوعية.
وبين المكتب الوطني أنّ العنف الذي يمارسه المستوطنون بات عنفًا منظمًا تتولاه منظمات إرهابية يهودية تتخذ تحديدًا من البؤر الاستيطانية وما يسمى بالمزارع الرعوية ملاذات آمنة لها في ظل حماية كاملة من جيش وشرطة الاحتلال.
وأشار إلى أن هذه المنظمات الإرهابية من زعران "شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن " و" تمرد"، وغيرها، يعملون كوكيل ثانوي لجيش الاحتلال.
وذكر أن جيش الاحتلال لا يستطيع، لاعتبارات سياسية وقانونية، أن يقوم علنًا وبشكل مباشر بالأعمال الارهابية، التي تقوم بها المجموعات الإرهابية، فهو وفقًا للقانون الانساني الدولي وقوانين الحرب مسؤول عن حماية المدنيين تحت الاحتلال.
وبحسب التقرير، فإنّ لهذه المنظمات الإرهابية مرجعيات سياسية ومرجعيات روحية معروفة وأخرى ميدانية تحتل مراكز مرموقة في مجلس المستوطنات "يشع"، وفي مجالسها الإقليمية أمثال "يوسي داغان" و"شلومو نئمان".
وأوضح أن المرجعية السياسية لمنظمات الإرهاب اليهودي العاملة في المستوطنات لا تخفي هويتها، فهي تحتل مواقعها في الكنيست والحكومة.
ووفقًا للتقرير، فإن سموتريتش يعمل على تهجير التجمعات الرعوية الفلسطينية ببرنامج واضح ومعلن وبأدوات معروفة كزعران “شبيبة التلال"، ويتبنى سياسة نشر البؤر الاستيطانية وما يسمى بالمزارع الرعوية في كل مكان يتركز على مناطق شفا الغور في محافظات طوباس ونابلس ورام الله والبيرة، وفي صحراء القدس ومسافر يطا.
كما يعمل على إضفاء الشرعية ليس على هذه البؤر والمزارع حسب، بل وعلى منظمات الإرهاب اليهودي التي تنطلق منها في اعتداءاتها المنظمة على الفلسطينيين بشكل عام والتجمعات الرعوية بشكل خاص.