في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: أعداد الأسرى الفلسطينيين تضاعف وسجل أعلى عدد للشهداء والمعتقلين منذ عام 1967
قال نادي الأسير الفلسطيني إن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تضاعف منذ بدء حرب الإبادة، ويقدر عددهم اليوم بأكثر من 10,300، إضافة إلى المئات من معتقلي غزة الذين يواجهون جريمة (الإخفاء القسري) في معسكرات جيش الاحتلال، وغالبيتهم معتقلون تحت تصنيف ما يسمى بقانون (المقاتلين غير الشرعيين).
وأضاف النادي في بيان صدر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أنّ أعداد الأسرى والمعتقلين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان على غزة بلغ (49) وهم الشهداء الذين تم الكشف عن هوياتهم، من بينهم 30 شهيدًا من معتقلي غزة، وهم فقط من تم الإعلان عنهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الشهداء، عدا عن المعتقلين الذين تم إعدامهم ميدانيًا ولا يوجد مغطى بأعدادهم، ليُشكل هذا العدد بين صفوف الشهداء الأسرى والمعتقلين الأعلى منذ عام 1967، مقارنة مع الفترات التي شهدت فيها فلسطين انتفاضات وهبات شعبية.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ هذه المعطيات لا تعكس التّصاعد الحاصل في أعداد الأسرى والشهداء منهم وحسب، بل تعكس أيضًا مستوى التّوحش، وتصاعد الجرائم الممنهجة بحقّهم والتي أدت إلى إرتقاء العشرات من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وارتفاع أعداد المرضى بشكل غير مسبوق.
وأبرز الجرائم التي عكستها هذه المرحلة، جرائم التّعذيب حيث حوّل الاحتلال السّجون إلى ساحات تعذيب وتنكيل، هذا إلى جانب جريمة التّجويع التي أدت إلى تراجع الأوضاع الصحيّة للآلاف من الأسرى، ونقصان حاد في أوزان الغالبية العظمى منهم، إضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، وكان أشدها إجراء عمليات بتر أطراف من دون تخدير في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال بحق معتقلي غزة، وأهم ساحات التعذيب التي تصدرت المشهد، معسكر ( سديه تيمان) الذي شكّل العنوان الأبرز لمنظومة التوحش الإسرائيلية.
كما برزت الإعتداءات الجنسية بحقّ المعتقلين بمستوياتها المختلفة، منها عمليات الاغتصاب التي سجلت بشكل أساس في المعسكرات التّابعة لجيش الاحتلال، وذلك في محاولة مستمرة لسلب الإنسان الفلسطيني إنسانيته، وتقويض دوره في سبيل تقرير مصيره، وتحقيق حرّيّته.
وقد عملت منظومة السّجون المتوحشة على سلب الأسرى منجزاتهم كافة التي تتمثل بفرض أدنى مستوى من الحقوق، والتي استطاعوا ترسيخها بالنضال المستمر على مدار عقود من الزمن، وارتقى في سبيلها العشرات من الأسرى والمعتقلين، ونفّذ الأسرى على مدار العقود الماضية أكثر من (26) إضرابًا عن الطعام في إطار حالة المواجهة مع السّجان.
وعلى صعيد حملات الاعتقال في الضّفة منذ بدء حرب الإبادة، فقد سجل ما لا يقل عن 12 ألف حالة اعتقال في الضّفة، وهي تشمل من اُعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقًا، وشملت فئات المجتمع كافة، ورافقها كذلك جرائم وانتهاكات جسيمة غير مسبوقة بمستواها، منها عمليات الإعدام الميداني، واستخدام المواطنين رهائن ودروعًا بشرية، إضافة إلى عمليات الضرّب المبرّح، والسرقات من المنازل، وعمليات الّتهديد والتّرهيب والتّخريب للمنازل، واستخدام الكلاب البوليسية.
فيما لا تتوافر معطيات لحالات الاعتقال من غزة التي تقدر بالآلاف.
وفي اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أكد نادي الأسير أنّ منظومة حقوق الإنسان تحوّلت إلى منظومة عجز يحاصرها الكثير من التساؤلات عن دورها، أمام الجرائم المهولة التي يمارسها الاحتلال على مرأى من العالم وبدعم من قور دولية، ورغم بعض الخطوات التي اتخذتها المنظومة القانونية مؤخرًا، إلا أنها لا تكفي أمام هذه المرحلة الدموية التي مسّت بالبشرية جمعاء، من خلال مأسسة الاحتلال مستوى جديد من الجرائم الممنهجة، وإبقاء منظومة الاحتلال في حالة استثناء من العقاب.