التمدد الاستيطاني في الضفة يهدّد مواقع التراث الفلسطينية
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، في تقريره الأسبوعي، أمس، إن الاستيطان في الضفة يتمدد ويزحف إلى مواقع الثراث الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أن نشاطات دولة الاحتلال الاستيطانية لا تتوقف، حتى في ظروف الحرب، فهي جزء لا يتجزأ منها.
ولفت إلى أن وزير المالية الإسرائيلي ووزير الاستيطان في وزارة جيش الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أعلن مطلع أيلول الجاري عن الشروع بإقامة مستوطنة جديدة على أراضي قرية بتير في محافظة بيت لحم، وقال سموتريتش في منشور له على منصة "إكس"، إن ربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" في جنوب الضفة بالقدس هي "مهمة وطنية ولحظة تاريخية"، وأشار إلى أن المستوطنة الجديدة "ناحال حيليتس" ستكون ضمن الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، وأن "الإدارة المدنية"، التي أحكم سموتريتش سيطرته عليها، أنهت عملها المهني ونشرت خطاً أزرق جديداً للمستوطنة الجديدة في "غوش عتصيون"، ما يعني البدء بإجراءات بناء المستوطنة المذكورة.
وأضاف التقرير: "هذه المستوطنة الجديدة، التي يجري التخطيط لبنائها تقع في مواقع تراث فلسطينية، وهي واحدة من 5 مستوطنات وافقت الحكومة الإسرائيلية قبل شهرين على إقامتها في الضفة، رداً، حسب زعمها، على توجه الجانب الفلسطيني إلى المحافل الدولية ضد دولة إسرائيل، ورداً على اعتراف كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا في أيار الماضي، وبعدها بشهر سلوفينيا وأرمينيا، بدولة فلسطين".
وتابع: "من المعروف في هذا الصدد أن لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، كانت قد اتخذت في تموز 2021 ثلاثة قرارات مهمة بخصوص حالة الحفاظ على المواقع الفلسطينية المدرجة في قائمة التراث العالمي تحت الخطر، وذلك في الاجتماع الذي عقد بمدينة فوزهو الصينية، شملت القدس القديمة وأسوارها، وموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب: المشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس - بتير، والخليل - البلدة القديمة.
قرار لجنة التراث العالمي المتعلق بموقع التراث العالمي "فلسطين أرض الزيتون والعنب: المشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس" أكد الأهمية الاستثنائية للموقع، وأدان تعديات سلطات الاحتلال عليه والأنشطة الاستيطانية التي تستهدف الموقع بدءاً من إقامة بؤر استيطانية وطرق ومخطط لإقامة منطقة صناعية، يقع جزء كبير منها في المنطقة العازلة لموقع التراث العالمي على أراضي بلدة بتير، ما يؤدي إلى ضرر كبير لموقع التراث العالمي، ويمس بقيمه العالمية الاستثنائية وسلامته وأصالته".
وقال: جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه المستوطنون يستهدفون المنطقة، فعلى إحدى تلال قرية بتير جنوب القدس، قام مستوطنون ببناء بؤرة استيطانية غير قانونية على أراضي البلدة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
طلبت حكومة الاحتلال آنذاك من القائمين على تلك البؤرة الاستيطانية الإخلاء لأنها بنيت من دون موافقة الحكومة، وتعد بالتالي غير قانونية حسب القانون الإسرائيلي. لكن المستوطنين لم يمتثلوا للطلب، بل إنهم رفعوا العلم الإسرائيلي على سارية في البؤرة الاستيطانية الجديدة، كما وضعت عدة بيوت نقالة وحظيرة للأغنام في منطقة تغطيها أشجار زيتون يملكها فلسطينيون من دون أن تحرك سلطات الاحتلال ساكناً.